لا
أدري لماذا الناس يغضبون من فضح سر نجم كبير كواين روني أو جون تيري؟ رغم
إرتكابهما آثم لا يغتفر، نعم هم بشر ولكن ليسوا كأي بشر، عليهم أن يكونوا
حذرين في تصرفاتهم على الأقل أمام من حولهم، فهناك عديد النجوم يفعلون ما
بدالهم لكن ليس بتلك البجاحة كما فعل روني مؤخراً بإقامته علاقة جنسية مع
عاهرة أكثر من 7 مرات في الشهور التي سبقت كأس العالم 2010 وفي فترة كان
يحتاج فيها لكامل قوته لإستعادة لياقته البدنية بعد إصابته أمام البايرن،
لكنه لعب بالنار مع جيني طومسون أمام زملائه "عيني عينك" في فندق المنتخب
الإنجليزي بمدينة مانشستر وهو نفس فندق الشياطين الحمر ليحرق نفسه بنيران
الصحف الإنجليزية التي إذا طالت أحد لا ترحمه، فسبق وطالت تيري وجردته من
شارة قيادة المنتخب والآن تطول روني وتجعله لاعباً مَنبوذاً أمام جماهير
الكرة حول العالم وبالقطع أمام زوجته "كولين" التي انجبت له طفلاً نهاية
العام الماضي.

المشكلة أن عشاق اللاعب "اتكدروا"
بعد قراءتهم للخبر وزادت الأمور تعقيداً أمام رفاقهم ممن يشجعون "ميسي
وشنايدر" عندما تأكدوا من الأمر بعد تصريحات "روني" نفسه الذي قال أنه فعل
ذلك ونادم جداً ويعلم أن زوجته لن تسامحه على فعلته الشنعاء، لماذا هذا
التأثر من أنصار اليونايتد لنجم لا يستحق صفة النجومية، فالنجم هو الذي
ينتحر من أجل بلاده ولا يذهب قبل معترك كبير مثل كأس العالم ليُمارس
الفحشاء مع عاهرة وأمام أعين زملائه وجيرانه في مانشستر؟؟

روني
اضاع نفسه واضاع إنجلترا معه، فلو كان كابيللو منح الفرصة للاعب "محترم"
يخاف على سمعة إنجلترا ويريد أن يصنع لبلاده ولنفسه "مجداً" كدارين بينت
أو بوبي زامورا أو حتى (العداء الذي لا يعرف في التهديف الكثير)
"جابريل أجبونلاهور" لكان أفضل بمراحل من إصراره الأحمق على لاعب تشبع
تماماً من النجومية وهو لا يعمل ولو بجزء بسيط من تلك النجومية أمام نفسه
وأمام الجماهير والإعلام المحلي والعالمي.

للعلم قد تكون هذه نهاية روني في عالم المستديرة كما كانت من قبل نهاية الموهوب "بول جاسكوين"، فكلاهما بدأ يلعب بذيله مُبكراً فكانت النتيجة ضياع موهبة حقيقية.

البعض سيقول أن الخبير "جون تيري" صاحب الـ31 عام قاد تشيلسي للفوز بلقبي
الدوري وكأس الاتحاد الإنجليزي رغم خيانته لزوجته مع صديقة بريدج، هذا
لأنه لاعب خبرة عرف كيف يخرج من أزمته، أولاً: بإلتزام الصمت، ثانياً: بدبلوماسيته، ثالثاً:
هدوء أعصابه أمام صافرات الاستهجان والهجوم الشرس من معظم الجماهير
الإنجليزية عليه حتى جماهير المنتخب ذاتها هاجمته أثناء مباراة مصر الودية
في ويمبلي، رابعاً: إصلاح علاقته بسرعة مع زوجته قبل أن يفوت الآوان بالسفر إلى دبي في عيد الحب، خامساً وهذا الأهم:
مساعدة مدربه في تشيلسي كارلو أنشيلوتي على الخروج من أزمته بعدم تقليده
لكابيللو الذي جرده من شارة قيادة المنتخب في وقت حرج جداً قبل المونديال
بأربعة أشهر وأبقى عليه قائداً للفريق.

كان يا ما كان .. لاعب أسمه بول جاسكوين دمرته العلاقات العابرة والخمور والليال الحمراء

روني ليس كجون تيري قوي أو لديه ما يكفي من خبرة للوقوف أمام
الضغط الإعلامي الرهيب أو صافرات الاستهجان التي لا ترحم من الجماهير
الإنجليزية خاصةً وأن مانشستر يونايتد أعدائه كثر وكثر جداً في إنجلترا
بداية من جماهير الجار "مان سيتي" والخائف على رقمه القياسي "ليفربول"
والمصارع الأول للشياطين على الألقاب المحلية والاوروبية مؤخراً "تشيلسي"
فضلاً عن كل ذلك جماهير ناديه القديم (إيفرتون) الغاضبة
حتى وقتنا هذا من روني بسبب رحيله عن صفوف فريقهم وتوجهه إلى مانشستر من
أجل الألقاب التي يعتقد البعض أنه كان يُمكنه تحقيقها مع التوفيز "لو" بقى
مع النخبة المتميزة من اللاعبين الجُدد في الفريق كتيم كاهيل، مراوان
فيلاني، وجاك رودويل.

مانشستر يونايتد فريق منظم ربما أكثر من
تشيلسي، أقصد من ناحية المباديء والتمسك بالعادات والتقاليد بما أنه فريق
إنجليزي بحت لم يتأثر بسياسة مالكه جلايزر كما تأثرت معظم الأندية
الإنجليزية والفضل يعود لفيرجسون الذي نشأ في أسكتلندا وانفجرت مواهبه
التدريبة في إنجلترا، والذي سبق له وطرد أكثر من نجم مشاغب رغم التأثير
الفني الذي عانى منه طويلاً بسبب هذه القرارات الصارمة ما دفع البعض
لتسميته بـ (عدو النجوم)، فمن ديفيد بيكهام لشتام لفيرون ونستلروي وفوق كل
هؤلاء "يورك" الذي ضبطته الصحافة عدة مرات في أوضاع
مخلة مع فتيات ليل، أي أن حالة روني معقدة جداً فلا يوجد معه مدرب مثل
أنشيلوتي وليست لديه خبرة وبرودة دم جون تيري الذي استطاع ضبط أعصابه والدليل "راجعوا ردة فعل روني في مباراة فولهام ومانشستر يونايتد" على
ملعب كرافن كوتاج الموسم الماضي عندما تم طرده بسبب تعصبه على الحكم بفعل
صافرات الاستهجان الموجهة إليه من قبل 18 ألف متفرج فقط من جماهير هذا
النادي الصغير -مع إحترامي لك مستر فايد-، هذا لأنه سبق وركل علم فولهام
فما الذي سيحدث الآن عندما يلعب وهو آثم؟؟؟

فيرجسون تربى على العادات والتقاليد البريطانية الصارمة عكس أنشيلوتي أو (كله ماشي)،
فسبق وقال أن الإنجليز معقدين ومكلعكين ومشكلة تيري لو كانت حدثت في
إيطاليا عادي جداً، وكلامه سليم فسبق وحدثت بين رونالدو وسيدورف.


لكن مع ذلك.. لا تركله .. فلن تلوم إلا نفسك !!





فيرجسون إذا تعامل بصرامة في الوقت الراهن مع روني لن يجد
نجماً يحمل هجوم الفريق، فبيرباتوف حدث ولا حرج بتفننه في إهدار الفرص
السهلة وهرنانديز لا يزال جديداً على أجواء الدوري الإنجليزي وبيبي كان
يلعب في الشارع من كام سنة وأوين كثير الإصابات، عكس أيام بيكهام كان جيجز
في أوج عطاءه وكذلك سكولز، لكن هذا الثنائي تقدم في السن وبات على مشارف
الإعتزال، الأمل الوحيد لحل القضية وإعادة الهيبة لروني مهنياً واجتماعياً،
يعتمد عليه أولاً ثم على فيرجسون، فيجب أن يعود للتهديف كما كان يفعل أمام
إي سي ميلان وآرسنال الموسم الماضي بالتحرك من دون كرة والتسديد بعيد
المدى وضرب الكرة بالرأس، وقيادة مانشستر نحو الانتصارات خارج قواعده
بالذات، والتغلب على المصاعب التي سيواجهه أمام إيفرتون الأحد المقبل في
المرحلة الرابعة من الدوري، وبالطبع الإعتذار لزوجته قبل أي شيء، ثم
الإعتذار للجماهير التي تابعت سقطاته بإقامة علاقة مع عاهرة وتدخين
السيجار عقب الخروج من كأس العالم.



فابيو كابيللو كذلك سيكون أحد الذين سيعملون على إنقاذ حياة روني لكنه لا
يفهم الكثير عن الثقافة الإنجليزية لذا سيقتصر الأمر على الجانب الكروي،
ومستشاره وعائلته ليس ما يحتاجه بطبيعة الحال أكثر من حاجته لوقفة "سير أليكس فيرجسون" الذي
لو تعامل بقسوة معه ستخسره إنجلترا وليس مانشستر فحسب، وسيأفل نجم لاعب
كان بإمكانه أن يكون أسطورة حقيقية في اللعبة، فيجب أن لا يتعامل معه بنفس
المعيار الذي سبق وتعامل به مع بيكهام عندما قذفه بالحذاء في حاجبه فرحل
بيكس إلى الريال وخسر الكثير من شعبيته واضمحل مستواه الفني بسبب كثرة
تغيير مركزه من مباراة لأخرى وكأنه "جوكر" وهو حيالاه
جناح أيمن نشأ على اللعب بجماعية والتمرير بسرعة ولا يعرف كيف يخترق مثل
ميسي أو يُهدف بشراهة مثل فيجو أو يُدافع بشراسة مثل مكاليلي.


ذكاء الصحافة البريطانية




الإعلام الإنجليزي معروف يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة، لا
يهدأ له بال أبداً خاصةً في أيام الركود، أي عندما يأتي موعد بعض
المباريات الدولية الودية أو الرسمية في التصفيات، تستغل الصحف هذه الفترة
لتخرج ما لديها من فضائح وكوارث لأحد النجوم، لأن الجماهير في هذه
الأوقات بالذات تعزف عن شراء الجرائد وتهرب من تصفح مواقع الإنتر نت، وأي
مدير موقع محترم يُمكنه أن يؤكد هذه الحقيقة، فوقت توقف مباريات الأندية
وانتقالات اللاعبين الشتوية أو الصيفية -على حداً سواء- يحدث ركود تام
في حركة التصفح وبالتأكيد نفس الظروف تَمر بها الصحف المطبوعة التي بدأت
تقل عدد إصدراتها بسبب التقدم التكنولوجي الرهيب.

هذا ما حدث
قبل مباراة إنجلترا ومصر الودية في شهر مارس حين خرجت جُل الصحف
الإنجليزية لتفضح جون تيري أمام زوجته وناديه وجماهيره ومدربه في المنتخب
لتُسحب منه شارة القيادة، ليُقابل الفعل الصحفي ردة فعل من الواقع المحيط
باللاعب، إذاً فقد نجحت الصحافة الإنجليزية وبإمتياز في تغيير وضع ما
بمعاقبة المُتهم.

وفي الوقت الذي كان يَستعد فيه العالم أجمع
لإنطلاق نهائيات كأس العالم 2010 خرجت صحيفة ميل أون صنداي لتفضح رئيس
الاتحاد الإنجليزي ذات نفسه "لورد تريسمان" لإطلاقه تصريحات غير موثوق في
صحتها لتهتز صورة ملف البلاد المُقدم بهدف تنظيم مونديال 2018 أمام
الاتحاد الدولي لكرة القدم، ليُجبر تريسما على التنحي عن منصبه، وهنا مرة
أخرى تغير الواقع بفعل عمل صحفي.

الخلاصة




الصحافة خلقت كي تكشف الحقائق، ونصيب نجوم كرة القدم أنهم أشهر من الوزراء
ورؤوساء الحكومات وأعضاء مجالس الشيوخ والشعب، وعليه أن يتحملوا نتيجة
أخطائهم في زمن لا تجد فيه الصحافة الكثير من الحرية لمحاربة الساسة.